نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 78
الإمامة والتقدمة بها محتكم به . ولما بايع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأنصار ليلة العقبة قال لهم : أخرجوا لي منكم اثنا عشر نقيبا كنقباء بني إسرائيل ، ففعلوا ، فصار ذلك طريقا متبعا وعددا مطلوبا . 134 - وأيضا : قال الله تعالى ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنا عشر أسباطا ) [1] فجعل الأسباط الهداة إلى الحق في بني إسرائيل اثنا عشر ، فتكون الأئمة الهداة في الإسلام اثنا عشر . 135 - وأيضا : أن مصالح العالم في تصرفاتهم لما كانت في حصولها مفتقرة إلى الزمان ، لاستحالة انتظام مصالح الأعمال وإدخالها في الوجود الدنياوي بغير الزمان ، وكان الزمان عبارة عن مرور الليل والنهار ، وكل واحد منهما حال الاعتدال مركب من اثنا عشر جزءا يسمى ساعات ، فكانت مصالح العالم مفتقرة إلى ما هو بهذا العدد ، وكانت مصالح الأيام مفتقرة إلى الأئمة وإرشادها ، فجعل عددهم بعدد أجزاء كل واحد من جزئي الزمان ، للافتقار إليه كما تقدم . 136 - وأيضا : فإن نور الإمامة يهدي القلوب والعقول إلى سلوك طريق الحق ، ويوضح لها المقاصد في سلوك سبيل النجاة ، كما يهدي نور الشمس والقمر أبصار الخلائق إلى سلوك الطرق ، ويوضح لها المناهج السهلة ليسلكوها والمسالك الوغرة ليتركوها ، فهما نوران هاديان ، أحدهما : يهدي البصائر ، وهو نور الإمامة . والآخر يهدي الأبصار ، وهو نور الشمس والقمر . ولكل واحد من هذين النور محال يتأملها ، فمحل ذلك النور الهادي للأبصار البروج الاثنا عشر التي أولها الحمل وآخرها الحوت ، فينقل من واحد إلى آخر ، فيكون محال النور الثاني الهادي للبصائر ، وهو كون الإمامة منحصرا في اثنا عشر .