نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 138
قال : نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء . فقال له أبرهة : لقد فقتم الملوك فخرا وشرفا ، ويحق لك أن تكون سيد قومك ، ثم أجلسه سريره ، وقال لسائس فيله الأعظم - وكان فيلا أبيض عظيم الخلق ، له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر ، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض - ايتني به . فجاء به سائسه وقد زين بكل زينة حسنة ، فحين قابل وجه عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه ، وأطلق الله لسانه بالعربية ، فسلم على المطلب ، وقال بلسان فصيح : يا نور خير البرية ، وصاحب البيت والسقاية ، ويا جد سيد المرسلين السلام على النور الذي في ظهرك ، يا عبد المطلب معك العز والشرف ، لن تذل ولن تغلب أبدا ، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا ، فقال : ردوا الفيل إلى مكانه . ثم قال : لعبد المطلب : فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك ، ورأيت من هيبتك وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك ، فسلني ما شئت ؟ وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة . فقال له عبد المطلب : إن أصحابك عدوا على سرح لي . فذهبوا به ، فمرهم برده علي . قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني جئتني تسألني في سرحك ، وأنا قد جئت لهدم شرفك ، وشرف قومك ، ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل ، وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك . فقال له عبد المطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه ، وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك ، فجئت أسألك فيما أنا ربه ، وللبيت رب هو أمنع له من
138
نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 138