نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 130
فقلت : رجل أحب أن يكرمك فكل ، فقال : هو لي دون أصحابي ، قال : فهو لك خاصة ، فقال : إني لا آكل دون هؤلاء ، إنه لم [1] يكن عندي أكثر من هذا ؟ قال : أفتأذن أن يأكلوا معي ؟ قال : بلى . قال : كلوا بسم الله . فأكل وأكلنا معه ، فوالله لقد كنا مائة وسبعين رجلا ، فأكل كل واحد منا حتى شبع وتجشأ ، وبحيراء قائم على رأسه يذب عنه ( عليه السلام ) ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام ، وفي كل ساعة يقبل يافوخه ويقول : هو هو ورب المسيح فقالوا له : إن لك لشأنا . فقال : وإني لأرى ما لا ترون ، وأعلم ما لا تعلمون ، وإن تحت هذه الشجرة لغلاما لو أنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه . ولقد رأيت له وقد أقبل نورا أمامه ما بين السماء والأرض ، ولقد رأيت سراجا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه ، وآخرين ينثرون عليه ( 1 ) أنواع الفواكه ، ثم هذه السحابة لا تفارقه ، ثم صومعتي مشت إليه ، كما تمشي الدابة على رجلها ، ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان ، وقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع الفواكه ، ثم هذه الحياض قد فاضت بعد ما غارت في أيام الحواريين . ثم قال : يا غلام أسألك باللات والعزى عن ثلاث . فقال : والله ما أبغضت شيئا كبغضي إياهما ، فسأله بالله من حاله ونومه وهيئته ، ثم نظر إلى خاتم النبوة فجعل يقبل رجليه . ثم قال لأبي طالب : فارجع به إلى بلده ، واحذر عليه اليهود ، والله لئن عرفوا منه ما عرفت ليقتلنه ، وإن لابن أخيك لشأنا عظيما .