نام کتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 200
لم ير في الدنيا لأنه باق ولا يرى الباقي بالفاني فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصار باقية رئي الباقي بالباقي وهذا كلام حسن مليح وليس فيه دليل على الاستحالة إلا من حيث ضعف القدرة فإذا قوى الله تعالى من شاء من عباده وأقدره على حمل أعباء الرؤية لم تمتنع في حقه وقد تقدم ما ذكر في قوة بصر موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ونفوذ إدراكهما بقوة إلهية منحاها لإدراك ما أدركاه ورؤية ما رأياه والله أعلم . وقد ذكر القاضي أبو بكر في أثناء أجوبته عن الآيتين ما معناه أن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا وأن الجبل رأى ربه فصار دكا بإدراك خلقه الله له واستنبط ذلك والله أعلم من قوله ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) ثم قال ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ) وتجليه للجبل هو ظهوره له حتى رآه على هذا القول وقال جعفر بن محمد شغله بالجبل حتى تجلى ولولا ذلك لمات صعقا بلا إفاقة وقوله هذا يدل على أن موسى رآه وقد وقع لبعض المفسرين في الجبل أنه رآه وبرؤية الجبل له استدل من قال برؤية محمد نبينا
200
نام کتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 200