نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 38
فهذه الآية ( آية الإنذار ) بمنزلة المبيّن والمفسِّر لأحد أركان ماهيّة العناوين التي وردت في الألسنة الأخرى من الأدلّة . . وهو التبليغ ، والنشر للدين الحنيف . . ( 6 ) - ( فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِريِنَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلا ) ( 1 ) لسان هذه الآية ، يوضّح بُعداً آخر في حقيقة الشعائر ; حيث تتضمّن في متعلّقها جنبة أخرى غير الأحكام الأوّليّة . . ألا وهي جنبة ازدياد العلو والسُموّ للإسلام والمسلمين . . وهذه غير جهة الإعلام ، وإن كانت هي أحد نتائج الإعلام والنشر والإنذار . . فالبُعد الآخر الذي تتضمّنه قاعدة الشعائر الدينيّة هو جنبة إعلاء كلمة الله سبحانه ، وإعزاز كلمة المسلمين . . وقد توفّرت الأدلّة في إثبات ذلك بقدر واف . الطائفة الثالثة من الأدلّة وقد استُدلّ أيضاً على هذه القاعدة بما ورد في الأبواب الخاصّة من الأدلّة . . مثل أدلّة خاصّة في مناسك الحجّ . . أو أدلّة خاصّة في الشعائر الحسينيّة وغير ذلك . . مثل قول الصادق عليه السلام « رحِم الله مَن أحيا أمرنا » ( 2 ) وقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم « يا عليّ ، مَن عَمّر قبورَكم ، وتعاهَدها ، فكأنّما أعانَ