نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 314
< فهرس الموضوعات > الوجه الرابع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الجواب < / فهرس الموضوعات > يتمّ ترجيحُ جانب للنفس دون جانب آخر . . فإذن المنطق المتعادل والمتوازن هو كون نفس الإنسان في حالة من التجاذب والتأثير والتأثّر بين أجنحتها المختلفة . . الوجه الرابع : أنّ البكاء ظاهرة تنافي الصَبر المرغوب فيه ، ولا تنسجم مع الاستعانة بالله عزّ وجلّ . . كما في سورة البقرة ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) [1] فالبكاء مناف للصبر والتحمّل ومناقض للاستعانة بالله سبحانه . . الجواب : أمّا الجواب لما قيل من وجوب الصبر والتحمّل عند نزول المصيبة كما في الآية الشريفة : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) [2] . . فنقول : كيف يتّفق هذا مع بكاء يعقوب على يوسف حتّى ابيضّت عيناه . . هل هذا خلاف الصبر ؟ أو بكاء السجاد على أبيه سيّد الشهداء عليه السلام والأوامر التي بلغت حدّ التواتر ، الواردة في ثواب البكاء على الحسين عليه السلام إلى ظهور المهديّ عجّل الله فرجه بل في بعضها إلى يوم القيامة . . فهل يتنافى ذلك كلّه مع الصبر ؟ كلاّ . . وقد ورد عن الصادق عليه السلام : « إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن عليّ عليه السلام ، فإنّه فيه مأجور » [3] هذا ليس استثناءً