نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 211
الْغَالِبُونَ ) [1] ، وقوله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاءٌ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغَضاءُ أَبَداً ) [2] وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) [3] وهذه الآيات الكريمة بمجموعها تصبّ في مصبّ واحد ، وتعتبر دليلا معتمداً في باب الشعائر الحسينيّة . . إذ أنّ الأسى والتألّم لمصابهم ، والحزن لحزنهم هو نوع من التولّي لهم والتبرّي من أعدائهم ، ويكون كاشفاً عن التضامن معهم والوقوف في صفّهم : . . وكذلك الآيات المبيّنة لصفات المؤمنين بالتحذير من صفات المنافقين ، حيث تقول : ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبُروا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْلَمُونَ مُحِيطٌ ) [4] ; أي أنّ المؤمن يجب أن يفرح لفرح أولياء الله تعالى ويحزن لحزنهم ، على عكس المنافق والناصب ، ولو لاحظنا الآيات السابقة على الآية المزبورة أيضاً لازدادت الصورة وضوحاً ، حيث يقول تعالى :