نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 185
يتشدّد الوسط الدينيّ بالشعيرة المتّخذة كي لا يستسلموا ولا يعتادوا الإنهزام أمام تهريج الخصوم وانتقاداتهم ، وتحديد ذلك يكون بيد الفقهاء الأمناء على الدين والعقيدة . . دواعي أخرى لممانعة الشعيرة وقد يكون التزاحم والدوران ناشئاً من جهات أُخرى - ليس من جهة مراعاة الهتك والاستهزاء بغير حقّ من الفرق أو الملل الأخرى ، بل من جهة ضعف نفوس المسلمين ، أو من جهة ضعف شوكتهم ، نظير ما يذكره سبحانه وتعالى في قوله : ( إِن يَكُن مِنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِنكُمْ مِاْئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِنكُم مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَينِ وَإِن يَكُن مِنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [1] من جهة حفظ الشكيمة والحيثيّة يخفَّف التشريع من باب إدراجه في باب التزاحم بين حُكمَين شرعيّين ، وليس من باب ترتيب الأثر على الهتك والاستهزاء بغير حق . . ومع أنّه بحدّ ذاته غير ممانع ، لكنّه يولّد جوّاً أو ظرفاً أو بيئة معينة ، وهذا الجو ينتج تصادماً بين حُكمين وآخرين ، ولا بدّ أن يراعي الفقيه هذه الجهة . . أو قد تنشأ الممانعة للشعائر من عدم إدراك المؤمنين لها وعدم استيعابهم