نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 171
منشأ الشعيرة وأبعادها الخطيرة الشعائر والعلامات لا تكون في الغالب مبتدأة ومبتكرة من رأس . . وإنّما تكون موروثاً حضاريّاً مكدَّساً . . بمعنى أنّ أيّ عرف أو أيّ قوم أو أيّ مجموعة معيّنة من البشريّة تتوارث أساليب ووسائل معيّنة ، يعرض عليها شيء من التطوير والتغيير . . لكنّ أصل جذور تلك الشعيرة أو تلك الوسيلة هي موروث حضاريّ قديم يُنقل من الأجداد إلى الأبناء في إطار حضارات مختلفة ، من مؤثّرات وخصوصيّات معيّنة ، مثل العِرق المُعيّن ، أو القوميّة المعيّنة ، أو المنطقة الجغرافيّة . . ففي الواقع الشعيرة التي تتّخذ في مجال دينيّ ، أو في مجال غير دينيّ ، أو مجال معاشيّ ، أو فنيّ ، أو إجتماعيّ ، أو تاريخيّ ، أو قوميّ . . . . هذه الشعيرة - كما يعبّرون تحمل هويّة وخصوصيّات ومميّزات تلك المنطقة أو تلك القوميّة . . يعني أنّ الشعيرة ليست هي شعيرة فقط ، بل تستبطن الهويّة القوميّة والشخصيّة الاجتماعيّة والتاريخيّة بقدر ما تحتوي على معاني ومبادىء . . ومن ثمّ تري متخصّصي علم الحضارات أو علم التاريخ والاجتماع . . أو علم السيكولوجيا ( علم النفس ) يشيرون إلى أنّه من الخطورة بمكان تغيير الشعارات الوطنيّة والرموز الوطنيّة والعبث فيها . . لأنّ هذه الرموز والشعارات المعيّنة تحمل هويّة قرون لهذه المنطقة . . وتغييرها مقابل رموز وشعارات بديلة ، يعني ذوبان هذه القوميّة في مقابل ثقافات دخيلة . . فهذه الرموز والشعارات ليس من الهيّن والبسيط أن تُستبدل برموز تشكيليّة جديدة وتذوب أمام الغزو الفكريّ
171
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 171