responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 410


بقوله : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ) فيرسم للقاري مسرح الحدث بتعصّبهم وتجمّعهم على الطفل الصغير ، ليلقوه في أعماق البئر ( غيابت الجبّ ) ; هذا كلّه لبيان فظاعة فعلهم وأنّهم ألقوه في أعماق الجبّ ، وهذا نظير قوله تعالى : ( وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) وعلى غرار هذا التعبير الرثائي ، ما استعمله شاعر أهل البيت عليهم السلام دعبل الخزاعي بقوله : « أفاطمُ لو خِلْتِ الحسينَ مُجدّلا » وهو نحو من تهييج العاطفة ليعيش السامع والقارئ الحالة المأساويّة وكأنها تتجسّد أمامه . . ثمّ يقول تعالى في ذيل التصوير الأول : ( وَأَوَحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) حيث تبين مدى شدة القساوة الجارية على يوسف عليه السلام وهو في نعومة أظفاره ; وأنّ العناية الإلهيّة لا تتركه من دون لطفها . . وتتابع السورة آثار المصيبة على يعقوب عليه السلام « وَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَينَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) فتبيّن أنّ الجزع والندبة قد اشتدّا بالنبيّ يعقوب عليه السلام إلى حدّ إصابة عينيه بالعمى ، وقد اشتدّ حزنه وشَكواه إلى الله تعالى إلى درجة اتّهام أبنائه بالخلل في عقله أو بدنه وهو معنى الحَرض ; والبثّ شدة الحزن ، وهذا دليل على أنّ الجزع من فعل الظالمين ممدوح ; وإنّما الجزع من قضاء الله وقَدَره هو المذموم . . وأمّا اللواذ والإلتجاء إلى الله تعالى في الجزع والشكوى والبثّ والحُزن فهذا ممدوح وهو تنفّر من الظالمين .
الثالثة : قصّة قتل الأنبياء وقد ندّد القرآن الكريم واستنكر قتلهم فيما يقرب

410

نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست