نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 33
قال : وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله [ وأعظمه ] وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه ، [ فنزل أبرهة عن سريره ] فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه ، ثم قال لترجمانه : قل له : حاجتك ؟ فقال له ذلك الترجمان ، فقال : حاجتي أن يرد على الملك مئتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه ؟ ! قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ، قال : ما كان ليمتنع منى ، قال : أنت وذاك . وكان - فيما يزعم بعض أهل العلم - قد ذهب مع عبد المطلب إلى أبرهة ، حين بعث إليه - حناطة - يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن [ عبد ] مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد بنى بكر ، وخويلد بن واثلة الهذلي ، وهو يومئذ سيد هذيل ، فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة ، على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت ، فأبى عليهم . والله أعلم أكان ذلك أم لا . فرد أبرهة على عبد المطلب الإبل التي أصاب له . فلما انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال ، والشعاب ، تخوفا عليهم [ من ] معرة الجيش ، ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة : لا هم إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك [ زاد الواقدي ] :
33
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 33