نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 257
قال : فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ، للذي قالوا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، فسمعته [1] قولا حسنا ، فاعرض على أمرك . قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ، وتلا علي القرآن ، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه . قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبي الله ، إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم ، وداعيهم إلى الاسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ، فقال : اللهم اجعل له آية . قال : فخرجت إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح ، فقلت : اللهم في غير وجهي ، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم . قال : فتحول فوقع في رأس سوطي . قال : فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق ، وأنا أهبط إليهم من الثنية ، قال : حتى جئتهم فأصبحت فيهم . قال : فلما نزلت أتاني أبى ، وكان شيخا كبيرا ، قال : فقلت : إليك عنى يا أبت ، فلست منك ولست منى قال : ولم يا بنى ؟ قال : قلت : أسلمت وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : أي بنى ، فديني دينك ، قال : فقلت : فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت . قال : فذهب فاغتسل ، وطهر ثيابه . قال : ثم جاء فعرضت عليه الاسلام ، فأسلم . [ قال ] : ثم أتتني صاحبتي ، فقلت : إليك عنى ، فلست منك ولست منى ، قالت : لم ؟ بأبي أنت وأمي ، قال : [ قلت : قد ] فرق بيني وبينك الاسلام ، وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم ، قالت : فديني دينك ، قال : .