نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 24
يخبره بأمره ، فكتب إليهم عمر رضي الله عنه : أن أقروه على حاله ، وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ، ففعلوا . أمر دوس ذي ثعلبان ، وابتداء ملك الحبشة وذكر أرياط المستولي على اليمن قال ابن إسحاق : وأفلت منهم رجل من سبأ ، يقال له : دوس ذو ثعلبان ، على فرس له ، فسلك الرمل فأعجزهم ، فمضى على وجهه ذلك ، حتى أتى قيصر ملك الروم ، فاستنصره على ذي نواس وجنوده ، وأخبره بما بلغ منهم ، فقال له : بعدت بلادك منا ، ولكني سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين ، وهو أقرب إلى بلادك ، وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره . فقدم دوس على النجاشي بكتاب قيصر ، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة ، وأمر عليهم رجلا منهم يقال له أرياط ، ومعه في جنده أبرهة الأشرم ، فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن ، ومعه دوس [ ذو ثعلبان ] ، وسار إليه ذو نواس في حمير ، ومن أطاعه من قبائل اليمن ، فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه ، فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه في البحر ، ثم ضربه فدخل به ، فخاض به ضحضاح البحر ، حتى أفضى به إلى غمره ، فأدخله فيه ، وكان آخر العهد به ، ودخل أرياط اليمن فملكها . فقال رجل من أهل اليمن - وهو يذكر ما ساق إليهم دوس من أمر الحبشة : " لا كدوس ولا كأعلاق رحله " فهو مثل باليمن إلى هذا اليوم . وقال ذو جدن الحميري : هونك ليس يرد الدمع ما فاتا * لا تهلكي أسفا في إثر من ماتا
24
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 24