نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 23
عن عبد الله بن الثامر ، والله أعلم أي ذلك كان . فسار إليهم ذو نواس بجنوده ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل ، فخد لهم الأخدود ، فحرق [ من حرق ] بالنار ، وقتل بالسيف ، ومثل بهم ، حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا ، ففي ذي نواس وجنده أنزل الله تعالى على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : [ قتل أصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ] . [ 4 - 8 من سورة البروج ] قال ابن هشام : الأخدود : [ الحفر المستطيل في الأرض ، كالخندق والجدول ونحوه ، وجمعه أخاديد . قال ذو الرمة - واسمه غيلان بن عقبة ، أحد بنى عدى ابن عبد مناف بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر : من العراقية اللاتي يحيل لها * بين الفلاة وبين النخل أخدود يعنى جدولا . وهذا البيت في قصيدة له . قال : ويقال لأثر السيف والسكين في الجلد وأثر السوط ونحوه : أخدود ، وجمعه أخاديد . قال ابن إسحاق : ويقال : كان فيمن قتل ذو نواس عبد الله بن الثامر ، رأسهم وإمامهم . قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه حدث ، أن رجلا من أهل نجران كان في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته ، فوجدوا عبد الله بن الثامر تحت دفن منها قاعدا ، واضعا يده على ضربة في رأسه ، ممسكا عليها بيده ، فإذا أخرت يده عنها تثعبت [1] دما ، وإذا أرسلت يده ردها عليها ، فأمسكت دمها ، وفى يده خاتم مكتوب فيه : " ربى الله " فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب