responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 227


تقتل هذا الفتى وإما أن تخرجه من بين أظهرنا ، فإنا قد خفناه على أنفسنا ، قال : ويلكم قتلت أباه [1] بالأمس ، وأقتله اليوم ! بل أخرجه من بلادكم ، قالت : فخرجوا به إلى السوق ، فباعوه من رجل من التجار بست مئة درهم ، فقذفه في سفينة فانطلق به ، حتى إذا كان العشى من ذلك اليوم هاجت سحابة من سحائب الخريف ، فخرج عمه يستمطر تحتها ، فأصابته صاعقة فقتلته ، قالت : ففزعت الحبشة إلى ولده ، فإذا هو محمق ليس في ولده خير ، فمرج على الحبشة أمرهم .
فلما ضاق عليهم ما هم فيه من ذلك ، قال بعضهم لبعض : تعلموا والله أن ملككم الذي لا يقيم أمركم غيره للذي بعتم غدرة ، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه [ الآن ] . قالت : فخرجوا في طلبه ، وطلب الرجل الذي باعوه منه ، حتى أدركوه فأخذوه منه ، ثم جاءوا به ، فعقدوا عليه التاج ، وأقعدوه على سرير الملك ، فملكوه .
فجاءهم التاجر الذي كان باعوه منه فقال : إما أن تعطوني مالي ، وإما أن أكلمه في ذلك ؟ قالوا : لا نعطيك شيئا ، قال : إذا والله أكلمه ، قالوا : فدونك وإياه . قالت : فجاءه فجلس بين يديه ، فقال : أيها الملك ، ابتعت غلاما من قوم بالسوق بست مئة درهم ، فأسلموا إلى غلامي وأخذوا دراهمي ، حتى إذا سرت بغلامي أدركوني فأخذوا غلامي ، ومنعوني دار همي ، قالت : فقال لهم النجاشي لتعطنه دراهمه ، أو ليضعن غلامه يده في يده ، فليذهبن به حيث شاء ، قالوا :
بل نعطيه دراهمه . قالت : فلذلك يقول : " ما أخذ الله منى رشوة حين رد على ملكي ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس في فأطيع الناس فيه " قالت : وكان ذلك أول ما خبر من صلابته في دينه ، وعدله في حكمه .
قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور .
.



[1] في ا " قتلتم أباه "

227

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست