نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 225
فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه . قالت : فأرسل إليهم ليسألهم عنه ، قالت : ولم ينزل بنا مثلها قط . فاجتمع القوم ، ثم قال بعضهم لبعض : ماذا تقولون في عيسى بن مريم إذا سألكم عنه ؟ قالوا : نقول والله ما قال الله ، وما جاء به نبينا ، كائنا في ذلك ما هو كائن . قالت : فلما دخلوا عليه قال لهم : ماذا تقولون في عيسى بن مريم ؟ قالت : فقال جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ، [ يقول ] : هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . قالت : فضرب النجاشي بيده إلى الأرض ، فأخذ منها عودا ، ثم قال : والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود ، قالت : فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال ، فقال : وإن نخرتم والله ، اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي - والشيوم : الآمنون - من سبكم غرم ، ثم قال : من سبكم غرم ، ثم قال : من سبكم غرم ، ما أحب أن لي دبرا من ذهب ، وأنى آذيت رجلا منكم - قال ابن هشام : ويقال دبرا من ذهب ، ويقال : فأنتم سيوم - والدبر ( بلسان الحبشة ) : الحبل - ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها ، فوالله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد على ملكي ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه . قالت : فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به ، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار . قالت : فوالله إنا لعلي ذلك إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه . قالت : فوالله ما علمتنا حزنا حزنا قط كان أشد [ علينا ] من حزن حزناه عند ذلك ، تخوفا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه . قالت : وسار إليه النجاشي ، وبينهما عرض النيل . قالت : فقال أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا بالخبر ؟ قالت : فقال الزبير بن العوام : أنا ، قالوا : فأنت . وكان من أحدث القوم سنا . قالت : فنفخوا له قربة فجعلها
225
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 225