نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 195
له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به ، قلتم ساحر ، لا والله ما هو بساحر ، لقد رأينا السحرة [ و ] نفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن ، لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم ، وسمعنا سجعهم ، وقلتم شاعر ، لا والله ما هو بشاعر ، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه ، وقلتم مجنون ، لا والله ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ، ولا وسوسته ، ولا تخليطه ، يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم ، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم . وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينصب له العداوة ، وكان [ قد ] قدم الحيرة ، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسنبديار ، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فذكر فيه بالله ، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله ، خلفه في مجلسه إذا قام ، ثم قال : أنا والله يا معشر قريش ، أحسن حدثنا منه ، فهلم [ إلى ] فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار ، ثم يقول : بماذا محمد أحسن حديثا منى ؟ قال ابن هشام : وهو الذي قال فيما بلغني : سأنزل مثل ما أنزل الله قال ابن إسحاق : وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول ، فيما بلغني : نزل فيه ثمان آيات من القرآن : قول الله عز وجل : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين - 15 من سورة القلم ، 13 من سورة المطففين } . وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن . فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه ، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، وأخبراهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء . فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
195
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 195