responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 194


قومه حين دعوه ، ولما رأى من مباعدتهم إياه .
فلما قام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل : يا معشر قريش ، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون : من عيب ديننا ، وشتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله - أو كما قال - فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه ، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني ، فليصنع [ بي ] بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم ، قالوا : والله لا نسلمك لشئ أبدا ، فامض لما تريد .
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف ، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره ، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته إلى الشام ، فكان إذا صلى صلي بين الركن اليماني والحجر الأسود ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداه على حجره ، حتى قذف الحجر من يده ، وقامت إليه رجال قريش ، فقالوا له : مالك يا أبا الحكم ؟ قال : قمت إليه لأفعل [ به ] ما قلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل ، لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط ، فهم بي أن يأكلني . قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ذلك جبريل عليه السلام ، لو دنا لاخذه .
فلما قال لهم ذلك أبو جهل قام النضر بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي .
قال ابن هشام : ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف قال ابن إسحاق : فقال : يا معشر قريش ، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم

194

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست