نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 153
أيضا ، لأنكم قديما كنتم معي ، في هذا قلت لكم لكيما لا تشكوا . المنحمنا [ بالسريانية ] : محمد ، وهو بالرومية : البرقليطس ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم . مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما قال ابن إسحاق : فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، وكافة للناس [ بشيرا ] وكان الله تبارك وتعالى قد أخذ الميثاق على كل نبي بعثه قبله بالايمان به ، والتصديق له ، والنصر له على من خالفه ، وأخذ عليهم أن يؤدوا ذلك إلى كل من آمن بهم وصدقهم ، فأدوا من ذلك ما كان عليهم [ من ] الحق فيه . يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري } أي ثقل ما حملتكم من عهدي { قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين - 81 من سورة آل عمران } فأخذ الله ميثاق النبيين جميعا بالتصديق [ له ] والنصر له عليه من خالفه ، وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين . قال ابن إسحاق : فذكر الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته : أن أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة - حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به - الرؤيا الصادقة ، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح . قالت : وحبب الله تعالى إليه الخلوة ، فلم يكن شئ أحب إليه من أن يخلو وحده . قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الملك بن عبد [1] الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي ، وكان واعية ، عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .