نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 9
فأعضده وأحبوه بنصري * بكل مدجج وبكل رامي متى يظهر فكونوا ناصريه * ومن يلقاه يبلغه سلامي حكاه ابن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشير النذير " . وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الله [ بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال [1] ] سمعت عبد الله بن عباس يقول : إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : " بل هو رجل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، وبالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير [ عربا كلها [2] ] وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان [3] " . وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك ، كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظه هناك ولله الحمد . والمقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع ، وكان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم ، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، وكانت العرب تسمى كل من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت تبعا ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، ومن ملك الفرس كسرى ، ومن ملك مصر فرعون ، ومن ملك الحبشة النجاشي ، ومن ملك الهند بطليموس ، وقد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس . وقد كانوا في غبطة عظيمة وأرزاق دارة وثمار وزروع كثيرة ، وكانوا مع ذلك على الاستقامة والسداد وطريق الرشاد ، فلما بدلوا نعمة الله كفرا أحلوا قومهم دار البوار .
[1] سقط من المطبوعة ! وكان فيها : حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن دعلة . [2] من المسند [3] المسند حديث رقم 2900
9
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 9