نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 73
جرت الرياح على محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد وأرى النعيم وكل ما يلهى به * يوما يصير إلى بلى ونفاد قال السهيلي : الخورنق : قصر بناه النعمان الأكبر لسابور ليكون ولده فيه عنده ، وبناه رجل يقال له سنمار في عشرين سنة ، ولم ير بناء أعجب منه ، فخشى أن يبنى لغيره مثله ، فألقاه من أعلاه فقتله ، ففي ذلك يقول الشاعر : جزاني ، جزاه الله شر جزائه * جزاء سنمار وما كان ذا ذنب سوى رضفه البنيان عشرين حجة * يعد عليه بالقرامد والسكب [1] فلما انتهى البنيان يوما تمامه * وآض كمثل الطود والباذخ الصعب رمى بسنمار على حق رأسه * وذاك لعمر الله من أقبح الخطب قال السهيلي : أنشده الجاحظ في كتاب الحيوان . والسنمار من أسماء القمر . والمقصود أن هذه البيوت كلها هدمت لما جاء الاسلام ، جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل بيت من هذه سرايا تخربه ، وإلى تلك الأصنام من كسرها ، حتى لم لم يبق للكعبة ما يضاهيها ، وعبد الله وحده لا شريك له . كما سيأتي بيانه وتفصيله في مواضعه إن شاء الله تعالى وبه الثقة .
[1] القرامد : حجارة لها خروق تنضج ويبنى بها ، والآجر ، وما طلى به كالزعفران والجص . والسكب : النحاس أو الرصاص .
73
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 73