نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 504
بأمر عظيم فرقت جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع منى حتى أعرض عليك أمورا تنظر فيها ، لعلك تقبل منها بعضها . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا الوليد أسمع " . قال : يا بن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الامر مالا جمعنا لك من أموالا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه . أو كما قال له . حتى إذا فرغ عتبة قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أفرغت يا أبا الوليد ؟ " قال : نعم . قال : اسمع منى . قال : أفعل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون " فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فلما سمع بها عتبة أنصت لها ، وألقى بيديه خلفه أو خلف ظهره معتمدا عليهما ليسمع منه . حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجدها ثم قال : " سمعت يا أبا الوليد ؟ " قال : سمعت . قال : " فأنت وذاك " . ثم قام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلسوا إليه قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أنى والله قد سمعت قولا
504
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 504