responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 500


فقال : بل أنتم فقولوا وأنا أسمع فقالوا : نقول كاهن .
فقال : ما هو بكاهن : رأيت الكهان ، فما هو بزمزمة الكهان . فقالوا : نقول مجنون . فقال : ما هو بمجنون ، ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته . فقالوا : نقول شاعر . فقال : ما هو بشاعر ، قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه ، فما هو بالشعر . قالوا : فنقول هو ساحر . قال : ما هو بساحر ، قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده .
قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق [1] ، وإن فرعه لجني [2] ، فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لان تقولوا : هذا ساحر ، فتقولوا هو ساحر يفرق بين المرء ودينه ، وبين المرء وأبيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وعشيرته .
فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون للناس حين [3] قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم أمره .
وأنزل الله في الوليد " ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا [4] " الآيات ، وفى أولئك النفر الذين جعلوا القرآن عضين : " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون [5] " .
قلت : وفى ذلك قال الله تعالى إخبارا عن جهلهم وقلة عقلهم : " بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه ، بل هو شاعر ، فليأتنا بآية كما أرسل الأولون [6] " فحاروا ماذا يقولون



[1] خ ط : لمغدق ، وما أثبته عن ابن هشام والعذق : النخلة
[2] ابن هشام : لجناة وهو ما يجنى من الثمر
[3] الأصل : حتى ، وما أثبته عن ابن هشام .
[4] سورة المدثر 11 - 13
[5] سورة الحجر 92 ، 93
[6] سورة الأنبياء 5

500

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست