نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 498
يستنصر عليهم ، فوعدهم ذلك ولم ينجزه لهم في الحالة الراهنة ، وأخبرهم عمن كان قبلهم أنهم كانوا يلقون من العذاب ما هو أشد مما أصابهم ولا يصرفهم ذلك عن دينهم ، ويبشرهم أن الله سيتم هذا الامر ويظهره ويعلنه ، وينشره وينصره في الأقاليم والآفاق ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عز وجل والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون . ولهذا قال : " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في وجوهنا وأكفنا فلم يشكنا " أي لم يدع لنا في الساعة الراهنة . فمن استدل بهذا الحديث على عدم الابراد ، أو على وجوب مباشرة المصلى بالكف ، كما هو أحد قولي الشافعي ، ففيه نظر . والله أعلم . باب مجادلة المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإقامة الحجة الدامغة عليهم واعترافهم في أنفسهم بالحق ، وإن أظهروا المخالفة عنادا وحسدا وبغيا وجحودا قال إسحاق بن راهويه : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب السختياني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله ! قال : قد علمت قريش أنى من أكثرها مالا . قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له .
498
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 498