نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 492
فصل قال ابن إسحاق : ثم إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه . فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوه منهم ، يفتنونهم عن دينهم . فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبهم ، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم . فكان بلال مولى أبى بكر ، لبعض بنى جمح مولدا من مولديهم ، وهو بلال بن رباح واسم أمه حمامة ، وكان صادق الاسلام طاهر القلب ، وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له : لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى . فيقول ، وهو في ذلك : أحد أحد . قال ابن إسحاق : فحدثني هشام بن عروة عن أبيه قال : كان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب لذلك وهو يقول : أحد أحد . فيقول : أحد أحد والله يا بلال ! ثم يقبل على أمية بن خلف ومن يصنع ذلك به من بنى جمح فيقول : أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا [1] . قلت : قد استشكل بعضهم هذا من جهة أن ورقة توفى بعد البعثة في فترة الوحي ،