نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 443
قال فكان عمرو يقول : لقد رأيتني وأنا ربع الاسلام . قال : فأسلمت . قلت : فأتبعك يا رسول الله ؟ قال : لا ولكن الحق بقومك ، فإذا أخبرت أنى قد خرجت فاتبعني . ويقال إن معنى قوله عليه السلام " حر وعبد " اسم جنس ، وتفسير ذلك بأبي بكر وبلال فقط فيه نظر ، فإنه قد كان جماعة قد أسلموا قبل عمرو بن عبسة ، وقد كان زيد بن حارثة أسلم قبل بلال أيضا ، فلعله أخبر أنه ربع الاسلام بحسب علمه ، فإن المؤمنين كانوا إذ ذاك يستسرون بإسلامهم لا يطلع على أمرهم كثيرا أحد من قراباتهم ، دع الأجانب ، دع أهل البادية من الاعراب . والله أعلم . وفى صحيح البخاري من طريق أبى أسامة عن هاشم بن هاشم ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت [ أبا إسحاق [1] ] سعد بن أبي وقاص يقول : وما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الاسلام . أما قوله : " ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه " فسهل ، ويروى : " إلا في اليوم الذي أسلمت فيه " وهو مشكل ، إذا يقتضى أنه لم يسبقه أحد بالاسلام . وقد علم أن الصديق وعليا وخديجة وزيد بن حارثة أسلموا قبله ، كما قد حكى الاجماع على تقدم إسلام هؤلاء غير واحد ، منهم ابن الأثير . ونص أبو حنيفة رضي الله عنه على أن كلا من هؤلاء أسلم قبل أبناء جنسه . والله أعلم . وأما قوله : " ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الاسلام " فمشكل وما أدرى على ماذا يوضع عليه ، إلا أن يكون أخبر بحسب ما علمه . والله أعلم .
[1] من صحيح البخاري 2 / 183 . والرواية فيه : " إلا في اليوم الذي أسلمت فيه " .
443
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 443