نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 433
فقال : أحق ما تقول قريش يا محمد ؟ من تركك آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا ، وتكفيرك آباءنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلى ، إني رسول الله ونبيه ، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق ، فوالله إنه للحق ، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له ، ولا تعبد غيره والموالاة على طاعته " . وقرأ عليه القرآن ، فلم يقر ولم ينكر . فأسلم وكفر بالأصنام ، وخلع الأنداد وأقر بحق الاسلام ، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق . قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما دعوت أحدا إلى الاسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر ، إلا أبا بكر ، ما عكم عنه حين ذكرته ، ولا تردد فيه " . عكم : أي تلبث . وهذا الذي ذكره ابن إسحاق في قوله : " فلم يقر ولم ينكر " منكر ، فإن ابن إسحاق وغيره ذكروا أنه كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الخلق فكيف يكذب على الله ؟ ولهذا بمجرد ما ذكر له أن الله أرسله بادر إلى تصديقه ولم يتلعثم ، ولا عكم . وقد ذكرنا كيفية إسلامه في كتابنا الذي أفردناه في سيرته ، وأوردنا فضائله وشمائله وأتبعنا ذلك بسيرة الفاروق أيضا ، وأوردنا ما رواه كل منهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
433
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 433