responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 43


وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه ، وكان تاجه مثل القنقل [1] العظيم ، فيما يزعمون ، يضرب فيه الياقوت والزبرجد واللؤلؤ بالذهب والفضة معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ، ثم يدخل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كشف عنه الثياب فلا يراه أحد لم يره قبل ذلك إلا برك هيبة له .
فلما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك : إن هذا لأحمق يدخل على من هذا الباب الطويل ثم يطأطئ رأسه !
فقيل ذلك لسيف ، فقال : إنما فعلت هذا لهمي لأنه يضيق عنه كل شئ .
ثم قال له : أيها الملك غلبتنا على بلادنا الأغربة .
قال كسرى : أي الأغربة ، الحبشة أم السند ؟
قال : بل الحبشة ، فجئتك لتنصرني ويكون ملك بلادي لك .
فقال له كسرى : بعدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك . ثم أجازه بعشرة آلاف درهم واف وكساه كسوة حسنة .
فلما قبض ذلك منه سيف خرج فجعل ينثر تلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك فقال :
إن لهذا لشأنا . ثم بعث إليه فقال : عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس !
قال وما أصنع بحبائك [2] ما جبال أرضى التي جئت منها إلا ذهب وفضة .
يرغبه فيها .
فجمع كسرى مرازبته فقال لهم : ما ترون في أمر هذا الرجل وما جاء له ؟



[1] القنقل : المكيال .
[2] ابن هشام : وما أصنع بهذا .

43

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست