نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 425
مرجعه من الحديبية ، وهو على راحلته . فكان يكون تارة وتارة بحسب الحال والله أعلم . وقد ذكرنا أنواع الوحي إليه صلى الله عليه وسلم في أول شرح البخاري وما ذكره الحليمي وغيره من الأئمة رضي الله عنهم . فصل قال الله تعالى : " لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه [1] " . وقال تعالى : " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ، وقل رب زدني علما [2] " . وكان هذا في الابتداء ، كان عليه السلام من شدة حرصه على أخذه من الملك ما يوحى إليه عن الله عز وجل ليساوقه في التلاوة ، فأمره الله تعالى أن ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي ، وتكفل له أن يجمعه في صدره ، وأن ييسر عليه تلاوته وتبليغه ، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه ، ويوقفه على المراد منه . ولهذا قال " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما " . وقال : " لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه " أي في صدرك " وقرآنه " أي وأن تقرأه " فإذا قرأناه " أي تلاه عليك الملك " فاتبع قرآنه " أي فاستمع له وتدبره " ثم إن علينا بيانه " وهو نظير قوله : " وقل رب زدني علما " . وفى الصحيحين من حديث موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة ، فكان يحرك