نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 414
بعد فترة الوحي : " يا أيها المدثر قم فأنذر " ولكن نزلت سورة " والضحى " بعد فترة أخرى كانت ليالي يسيرة . كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث الأسود بن قيس ، عن جندب بن عبد الله البجلي . قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين أو ثلاثا ، فقالت امرأة : ما أرى شيطانك إلا تركك . فأنزل الله " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى " . وبهذا الامر حصل الارسال إلى الناس وبالأول حصلت النبوة . وقد قال بعضهم : كانت مدة الفترة قريبا من سنتين ، أو سنتين ونصفا . والظاهر ، والله أعلم ، أنها المدة التي اقترن معه ميكائيل . كما قال الشعبي وغيره . ولا ينفى هذا تقدم إيحاء جبريل إليه أولا " اقرأ باسم ربك الذي خلق " . ثم اقترن به جبريل بعد نزول " يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر " . ثم حمى الوحي بعد هذا وتتابع ، أي تدارك شيئا بعد شئ . وقام حينئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرسالة أتم القيام ، وشمر عن ساق العزم ، ودعا إلى الله القريب والبعيد ، والأحرار والعبيد ، فآمن به حينئذ كل لبيب نجيب سعيد ، واستمر على مخالفته وعصيانه كل جبار عنيد . فكان أول من بادر إلى التصديق من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق . ومن الغلمان علي بن أبي طالب . ومن النساء خديجة بنت خويلد زوجته عليه السلام .
414
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 414