نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 413
به أولا إليه . ثم قوله : " يحدث عن فترة الوحي " دليل على تقدم الوحي على هذا الايحاء . والله أعلم . وقد ثبت في الصحيحين من حديث على بن المبارك وعند مسلم والأوزاعي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير قال : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن : أي القرآن أنزل قبل ؟ فقال : " يا أيها المدثر " . فقلت : و " اقرأ باسم ربك " ؟ فقال : سألت جابر بن عبد الله : أي القرآن أنزل قبل ؟ فقال : " يا أيها المدثر " فقلت : " واقرأ باسم ربك " ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني جاورت بحراء شهرا ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ، فنوديت ، فنظرت بين يدي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئا ، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء ، فأخذتني رعدة - أو قال وحشة - فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ، فأنزل الله : " يا أيها المدثر " حتى بلغ " وثيابك فطهر " . وقال في رواية : " فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثيت منه " . وهذا صريح في تقدم إتيانه إليه وإنزاله الوحي من الله عليه كما ذكرناه . والله أعلم . ومنهم من زعم أن أول ما نزل بعد فترة الوحي سورة " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى " إلى آخرها . قاله محمد بن إسحاق . وقال بعض القراء : ولهذا كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أولها فرحا . وهو قول بعيد يرده ما تقدم من رواية صاحبي الصحيح ، من أن أول القرآن نزولا
413
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 413