نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 409
وقومه ، وكان معه حين كلمه الله على الطور ، وهو صاحب عيسى بن مريم الذي أيده الله به . ثم قامت من عنده فأتت ورقة بن نوفل فسألته عن جبريل ، فقال لها مثل ذلك . ثم سألها : ما الخبر ؟ فأحلفته أن يكتم ما تقول له ، فحلف لها فقالت له : إن ابن عبد الله ذكر لي ، وهو صادق أحلف بالله ما كذب ولا كذب ، أنه نزل عليه جبريل بحراء ، وأنه أخبره أنه نبي هذه الأمة وأقرأه آيات أرسل بها . قال : فذعر ورقة لذلك وقال : لئن كان جبريل قد استقرت قدماه على الأرض لقد نزل على خير أهل الأرض ، وما نزل إلا على نبي ، وهو صاحب الأنبياء والرسل يرسله الله إليهم ، وقد صدقتك عنه ، فأرسلي إلى ابن عبد الله أسأله وأسمع من قوله وأحدثه ، فإني أخاف أن يكون غير جبريل ، فإن بعض الشياطين يتشبه به ليضل به بعض بني آدم ويفسدهم ، حتى يصير الرجل بعد العقل الرضى مدلها مجنونا . فقامت من عنده وهي واثقة بالله أن لا يفعل بصاحبها إلا خيرا ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال ورقة ، فأنزل الله تعالى : " ن . والقلم وما يسطرون . ما أنت بنعمة ربك بمجنون " الآيات . فقال لها : كلا والله إنه لجبريل . فقالت له : أحب أن تأتيه فتخبره لعل الله أن يهديه . فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له ورقة : هذا الذي جاءك في نور أو ظلمة ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة جبريل وما رآه من عظمته وما أوحاه إليه . فقال ورقة : أشهد أن هذا جبريل ، وأن هذا كلام الله ، فقد أمرك بشئ تبلغه قومك ، وإنه لأمر نبوة ، فإن أدرك زمانك أتبعك . ثم قال : أبشر ابن عبد المطلب بما بشرك الله به .
409
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 409