نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 404
ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت : أبشر يا ابن العم وأثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة . ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل ، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ورقة : قدوس قدوس ، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، وإنه لنبي هذه الأمة ، وقولي له فليثبت . فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة . فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع ، بدأ بالكعبة فطاف بها ، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال : يا ابن أخي ، أخبرني بما رأيت وسمعت . فأخبره ، فقال له ورقة : والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ، ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه [1] ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه . ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله . وهذا الذي ذكره عبيد بن عمير كما ذكرناه كالتوطئة لما جاء بعده من اليقظة ، كما تقدم من قول عائشة رضي الله عنها : فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ويحتمل أن هذا المنام كان بعد ما رآه في اليقظة صبيحة ليلتئذ . ويحتمل أنه كان بعده بمدة . والله أعلم .