نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 402
عنه ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله . قال : فيلتفت حوله عن يمينه وعن شماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة ، فمكث كذلك يرى ويسمع ما شاء الله أن يمكث ، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاء من كرامة الله وهو بحراء في رمضان . قال ابن إسحاق : وحدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير ، قال سمعت عبد الله ابن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدثنا يا عبيد : كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل . قال : فقال عبيد وأنا حاضر ، يحدث عبد الله ابن الزبير ومن عنده من الناس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء في كل سنة شهرا يتحنث . قال : وكان ذلك مما تحنث [1] به قريش في الجاهلية ، والتحنث : التبرر . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته ، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته . حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها ، وذلك الشهر رمضان ، خرج إلى حراء كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله تعالى .