نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 397
" يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك " يعنى حتى أخرج معك وأنصرك . فعندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " قال السهيلي : وإنما قال ذلك ، لان فراق الوطن شديد على النفوس ، فقال : " نعم ! إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " أي نصرك نصرا عزيزا أبدا . وقوله " ثم لم ينشب ورقة أن توفى " أي توفى بعد هذه القصة بقليل ، رحمه الله ورضى عنه ، فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد ، وإيمان بما حصل من الوحي ، ونية صالحة للمستقبل . وقد قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، عن ابن لهيعة ، حدثني أبو الأسود ، عن عروة ، عن عائشة ، أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال : " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض ، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض " . وهذا إسناد حسن ، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلا . فالله أعلم . وروى الحافظ أبو يعلى ، عن شريح بن يونس ، عن إسماعيل ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال : " قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض ، أبصرته في بطنان الجنة [1] وعليه السندس " . وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال " يبعث يوم القيامة أمة وحده " . وسئل عن أبي طالب فقال : " أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها " . وسئل عن خديجة ، لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن ، فقال : " أبصرتها