نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 379
قال : مرض منا رجل مرضا شديدا فثقل حتى حفرنا له قبره وهيأنا أمره ، فأغمي عليه ثم فتح عينيه وأفاق فقال : أحفرتم لي ؟ قالوا : نعم ، قال : فما فعل الفصل - وهو ابن عم له - قلنا : صالح مر آنفا يسأل عنك . قال : أما إنه يوشك أن يجعل في حفرتي ، إنه أتاني آت حين أغمي علي فقال : ابك هبل ، أما ترى حفرتك تنتثل ، وأمك قد كادت تثكل ؟ أرأيتك إن حولناها عنك بالمحول ، ثم ملأناها بالجندل ، وقذفنا فيها الفصل ، الذي مضى فأجزأك ، وظن أن لن يفعل ، أتشكر لربك وتصل ، وتدع دين من أشرك وضل ؟ قال : قلت نعم . قال : قم قد برئت . قال : فبرئ الرجل . ومات الفصل فجعل في حفرته . قال الجهيني : فرأيت الجهيني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها . وقال الأموي : حدثنا عبد الله ، قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلس يتحدثون عن الجن ، فقال خريم بن فاتك الأسدي : ألا أحدثك كيف كان إسلامي ؟ قال : بلى . قال : إني يوما في طلب ذود لي أنا منها على أثر تنصب وتصعد ، حتى إذا كنت بأبرق العزاف [1] أنخت راحلتي وقلت : أعوذ بعظيم هذه البلدة ، أعوذ برئيس هذا الوادي ، فإذا بهاتف يهتف بي : ويحك ، عذ بالله ذي الجلال * والمجد والعلياء والافضال ثم أتل آيات من الأنفال * ووحد الله ولا تبالي قال : فذعرت ذعرا شديدا ثم رجعت إلى نفسي فقلت :
[1] أبرق العزاف : ماء لبني أسد في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة . وفى الأصل والمطبوعة : أبرق العراق وهو تحريف . وما أثبته عن الدلائل ومعجم البلدان 1 / 84 أوربا .
379
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 379