responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 372


قال : هيهات فات عن هذا سنى ، وذهب عنه زمني ، لقد رأيتني والنضر بن كنانة نرمي غرضا واحدا ، ونشرب حلبا باردا ، ولقد خرجت به من دوحة في غداة شبمة [1] وطلع مع الشمس وغرب معها ، ويروى ما يسمع ويثبت ما يبصر ، ولئن كان هذا من ولده لقد سل السيف وذهب الخوف ، ودحض الزنا ، وهلك الربا .
قال : فأخبرني ما يكون ؟ قال : ذهبت الضراء والبؤس والمجاعة ، والشدة والشجاعة إلا بقية في خزاعة . وذهبت الضراء والبؤس ، والخلق المنفوس إلا بقية من الخزرج والأوس . وذهبت الخيلاء والفخر ، والنميمة والغدر ، إلا بقية في بني بكر . يعنى ابن هوازن . وذهب الفعل المندم والعمل المؤثم ، إلا بقية في خثعم .
قال : أخبرني ما يكون ؟ قال : إذا غلبت البرة ، وكظمت الحرة ، فاخرج من بلاد الهجرة ، وإذا كف السلام ، وقطعت الأرحام ، فاخرج من البلد الحرام . قال : أخبرني ما يكون ؟ قال : لولا أذن تسمع ، وعين تلمع ، لأخبرتك بما تفزع . ثم قال :
لا منام هدأته بنعيم * يا ابن غوط ولا صباح أتانا قال : ثم صرصر صرصرة كأنها صرصرة حبلى ، فذهب الفجر ، فذهبت لأنظر فإذا عظاية [2] وثعبان ميتان .
قال : فما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة إلا بهذا الحديث .
ثم رواه عن محمد بن جعفر ، عن إبراهيم بن علي ، عن النضر بن سلمة ، عن حسان ابن عبادة بن موسى ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر ، عن ابن عباس عن سعد بن عبادة . قال : لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة خرجت إلى حضرموت لبعض الحاج ، قال : فقضيت حاجتي ثم أقبلت حتى إذا كنت ببعض الطريق نمت ، ففزعت من الليل بصائح يقول :



[1] شبمة : باردة .
[2] العظاية : دويبة ملساء تمشى مشيا سريعا ثم تقف .

372

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست