نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 344
قال : وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر : عجبت للجن وإبلاسها * وشدها العيس بأحلاسها تهوى إلى مكة تبغى الهدى * ما مؤمنو الجن كأنجاسها وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا يحيى بن حجر بن النعمان الشامي ، حدثنا على ابن منصور الأنباري ، عن محمد بن عبد الرحمن الوقاصي ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم جالس إذ مر به رجل ، فقيل ، يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المار ؟ قال : ومن هذا ؟ قالوا : هذا سواد بن قارب ، الذي أتاه رئيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأرسل إليه عمر فقال له : أنت سواد بن قارب ؟ قال : نعم . قال : فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ؟ قال : فغضب وقال : ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت يا أمير المؤمنين . فقال عمر : يا سبحان الله ! ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك ، فأخبرني ما أنبأك رئيك [1] بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : نعم يا أمير المؤمنين بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال : قم يا سواد بن قارب ، واسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل ، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته . ثم أنشأ يقول : عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها تهوى إلى مكة تبغى الهدى * ما صادق الجن ككذابها فارحل لي الصفوة من هاشم * ليس قداماها كأذنابها