نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 33
فإن لم تعرضوا لنا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم . فإن هو لم يرد حربي فائتني به . فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له : عبد المطلب بن هاشم . فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة . فقال له عبد المطلب : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام . أو كما قال . فإن يمنعه منه فهو حرمه وبيته ، وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه . فقال له حناطة : فانطلق معي إليه فإنه قد أمرني أن آتيه بك . فانطلق معه عبد المطلب ، ومعه بعض بنيه ، حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نفر ، وكان له صديقا ، حتى دخل عليه وهو في محبسه ، فقال له : يا ذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا ؟ فقال له ذو نفر : وما غناء رجل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا ! ما عندي غناء في شئ مما نزل بك ، إلا أن أنيسا سائس الفيل صديق لي ، فسأرسل إليه وأوصيه بك وأعظم عليه حقك وأسأله أن يستأذن لك على الملك فتكلمه بما بدا لك ، ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك . فقال : حسبي . فبعث ذو نفر إلى أنيس فقال له : إن عبد المطلب سيد قريش وصاحب عين [1] مكة ، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال ، وقد أصاب له الملك مائتي بعير فاستأذن له عليه وانفعه عنده بما استطعت . قال : أفعل . فكلم أنيس أبرهة ، فقال له : أيها الملك ، هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك ،
[1] الطبري : عير . والمقصود بعين مكة زمزم التي حفرها عبد المطلب .
33
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 33