نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 313
فوثب الحبر ونزل رداؤه وقال : ذبحت يهود ، وقتلت يهود ! قال العباس : فلما رجعنا إلى منزلنا ، قال أبو سفيان : يا أبا الفضل ، إن اليهود تفزع من ابن أخيك . قلت : قد رأيت ما رأيت ، فهل لك يا أبا سفيان أن تؤمن به ، فإن كان حقا كنت قد سبقت ، وإن كان باطلا فمعك غيرك من أكفائك . قال : لا أو من به حتى أرى الخيل في كداء [1] . قلت : ما تقول ؟ قال : كلمة جاءت على فمي ، إلا أنى أعلم أن الله لا يترك خيلا تطلع من كداء . قال العباس : فلما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ونظرنا إلى الخيل وقد طلعت من كداء ، قلت : يا أبا سفيان تذكر الكلمة ؟ ! قال : أي والله إني لذاكرها ! فالحمد لله الذي هداني للاسلام . وهذا سياق حسن عليه البهاء والنور وضياء الصدق ، وإن كان في رجاله من هو متكلم فيه . والله أعلم . وقد تقدم ما ذكرناه في قصة أبى سفيان مع أمية بن أبي الصلت ، وهو شبيه بهذا الباب ، وهو من أغرب الاخبار وأحسن السياقات وعليه النور . وسيأتي أيضا قصة أبى سفيان مع هرقل ملك الروم حين سأله عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحواله ، واستدلاله بذلك على صدقه ونبوته ورسالته . وقال له : كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أكن أظن أنه فيكم ، ولو أعلم أنى أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ، ولئن كان ما تقول حقا ليملكن موضع قدمي هاتين . وكذلك وقع ولله الحمد والمنة .