نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 271
ثم شرع البيهقي في ذكر بناء الكعبة في زمن إبراهيم كما قدمناه في قصته ، وأورد حديث ابن عباس المتقدم في صحيح البخاري ، وذكر ما ورد من الإسرائيليات في بنائه في زمن آدم . ولا يصح ذلك ، فإن ظاهر القرآن يقتضى أن إبراهيم أول من بناه مبتدئا ، وأول من أسسه ، وكانت بقعته معظمة قبل ذلك معتنى بها مشرفة في سائر الأعصار والأوقات . قال الله تعالى : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " [1] . وثبت في الصحيحين عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال : " المسجد الحرام " قلت ثم أي ؟ قال " المسجد الأقصى " قلت كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة " وقد تكلمنا على هذا [2] وأن المسجد الأقصى أسسه إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام . وفى الصحيحين " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة " . وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا أحمد ابن مهران ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن عبد الله ابن عمرو . قال : كان البيت قبل الأرض بألفي سنة ، " وإذا الأرض مدت " . قال : من تحته مدت . قال : وقد تابعه منصور عن مجاهد .
[1] سورة آل عمران . [2] وذلك في الجزء الأول من البداية والنهاية للمؤلف .
271
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 271