نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 263
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي [1] . ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته - يعنى تجارته - التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشترى ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة . فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ، يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره . فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، وحدثها ميسرة عن قول الراهب ، وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه . وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة ، مع ما أراد الله بها من كرامتها . فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له فيما يزعمون ، يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك [2] في قومك ، وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك . ثم عرضت نفسها عليه . وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا ، : كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه . فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه ، فتزوجها عليه الصلاة والسلام . قال ابن هشام : فأصدقها عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت . قال ابن إسحاق : فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم : القاسم وكان به يكنى ، والطيب والطاهر ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة .
[1] يريد : ما نزل الآن ، وإلا فلم يخل أن ينزل تحتها كثير من الناس غير أنبياء . [2] وسطتك : توسطك في قومك وكونك من أعرقهم . وتروى : وصيتك .
263
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 263