نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 244
في الركب حتى أقبل وغمامة تظلله من بين القوم ، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه . فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها . فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بطعام فصنع ، ثم أرسل إليهم فقال : إني صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فأنا أحب أن تحضروا كلكم ، كبيركم وصغيركم ، عبدكم وحركم . فقال له رجل منهم : والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم ! ما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم . فاجتمعوا إليه ، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة فلما رآهم بحيرى لم ير الصفة التي يعرف ويجده عنده فقال : يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي . قالوا : يا بحيرى ما تخلف أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدثنا سنا فتخلف في رحالنا . قال : لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم . قال : فقال رجل من قريش مع القوم : واللات والعزى إن كان للؤم بنا أن يتخلف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا . ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم . فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها
244
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 244