نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 23
وأمروهم بالصبر لها ، فصبروا حتى غشيتهم فأكلت الأوثان وما قربوا معها ومن حمل ذلك من رجال حمير ، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما ولم تضرهما فأصفقت [1] عند ذلك حمير على دينهما ، فمن هنالك كان أصل اليهودية باليمن . قال ابن إسحاق : وقد حدثني محدث أن الحبرين ومن خرج من حمير إنما اتبعوا النار ليردوها ، وقالوا : من ردها فهو أولى بالحق . فدنا منها رجال حمير بأوثانهم ليردوها فدنت منهم لتأكلهم فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها ، فدنا منها الحبران بعد ذلك وجعلا يتلوان التوراة وهي تنكص [2] عنهما حتى رداها إلى مخرجها الذي خرجت منه ، فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما . والله أعلم أي ذلك كان . قال ابن إسحاق : وكان رئام بيتا لهم يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون منه إذ كانوا على شركهم ، فقال الحبران لتبع : إنما هو شيطان يفتنهم بذلك ، فحل بيننا وبينه . قال . فشأنكما به . فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن كلبا أسود فذبحاه ، ثم هدما ذلك البيت ، فبقياه اليوم - كما ذكر لي - بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه . وقد ذكرنا في التفسير الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم " قال السهيلي : وروى معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة " . قال السهيلي : وقد قال تبع حين أخبره الحبران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا : شهدت على أحمد أنه * رسول من الله بارى النسم