نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 222
فعلته غشية فضرب بيديه على صدره ، ثم عرق وأفاق رضي الله عنه وذكر لعبد المسيح أشعارا غير ما تقدم [1] . وقال أبو نعيم : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا المسيب بن شريك ، حدثنا محمد بن شريك ، عن شعيب بن شعيب ، عن أبيه عن جده قال : كان بمر الظهران راهب من الرهبان يدعى عيصا من أهل الشام ، وكان متخفرا بالعاص بن وائل ، وكان الله قد آتاه علما كثيرا وجعل فيه منافع كثيرة لأهل مكة من طيب ورفق وعلم . وكان يلزم صومعة له ويدخل مكة في كل سنة فيلقى الناس ويقول : إنه يوشك أن أن يولد فيكم مولود يا أهل مكة يدين له العرب ويملك العجم ، هذا زمانه ، ومن أدركه واتبعه أصاب حاجته ، ومن أدركه فخالفه أخطأ حاجته ، وبالله ما تركت أرض الخمر والخمير والامن ولا حللت بأرض الجوع والبؤس والخوف إلا في طلبه . وكان لا يولد بمكة مولد إلا يسأل عنه ، فيقول ما جاء بعد . فيقال له : فصفه . فيقول لا . ويكتم ذلك للذي قد علم أنه لاق من قومه ، مخافة على نفسه أن يكون ذلك داعية إلى أدنى ما يكون إليه من الأذى يوما . ولما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عبد الله ابن عبد المطلب حتى أتى عيصا ، فوقف في أصل صومعته ثم نادى : يا عيصاه . فناداه من هذا ؟ فقال : أنا عبد الله . فأشرف عليه فقال : كن أباه فقد ولد المولود الذي كنت أحدثكم عنه يوم الاثنين ، ويبعث يوم الاثنين ، ويموت الاثنين .
[1] إلى هنا آخر الحاشية التي أثبتتها المطبوعة عن النسخة الحلبية
222
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 222