نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 17
في تأويلها ؟ فقال : أحلف بما بين الحرتين من إنسان ، لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران . فقال له الملك : وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن أفي زماني أم بعده ؟ قال : لا بل بعده بزمان ، ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ، ويذيقهم أشد الهوان . قال : ومن هذا العظيم الشأن ؟ قال غلام ليس بدني ولا مدن [1] يخرج عليهم من بيت ذي يزن . قال أفيدوم سلطانه أم ينقطع قال : بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل . قال وما يوم الفصل ؟ قال : يوم يجزى فيه الولاة ، يدعى فيه من السماء بدعوات تسمع منها الاحياء والأموات ، ويجمع الناس فيه للميقات ، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات . قال أحق ما تقول ؟ قال أي ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض [2] . قال ابن إسحاق : فوقع في نفس ربيعة بن نصر ما قالا ، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق ، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ فأسكنهم الحيرة . قال ابن إسحاق : فمن بقية ولد ربيعة بن نصر : النعمان بن المنذر ، بن النعمان بن المنذر ، بن عمرو بن عدي ، بن ربيعة بن نصر ، يعنى الذي كان نائبا على الحيرة لملوك الأكاسرة ، وكانت العرب تفد إليه وتمتدحه . وهذا الذي قاله محمد بن إسحاق من أن النعمان بن المنذر من سلالة ربيعة بن نصر قاله أكثر الناس . وقد روى ابن إسحاق أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما جئ بسيف النعمان بن المنذر سأل جبير بن مطعم عنه ممن كان ؟ فقال من أشلاء [3] قنص بن معد بن عدنان . قال ابن إسحاق : فالله أعلم أي ذلك كان .
[1] المدن : المقصر في الأمور [2] الأمض : الشك ، بلسان حمير [3] الأشلاء : البقايا
17
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 17