نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 132
الخبر . فقال : خير أريد بي ثم صرف عنى . ثم أنشأ يقول : باتت همومي تسرى طوارقها * أكف عيني والدمع سابقها مما أتاني من اليقين ولم * أوت براة يقص ناطقها أممن تلظى عليه واقدة النار * محيط بهم سرادقها أم أسكن الجنة التي وعد * الأبرار مصفوفة نمارقها لا يستوى المنزلان ثم ولا * الأعمال لا تستوى طرائقها هما فريقان فرقة تدخل الجنة * حفت بهم حدائقها وفرقة منهم قد أدخلت * النار فساءتهم مرافقها تعاهدت هذه القلوب إذا * همت بخير عاقت عوائقها وصدها للشقاء عن طلب * الجنة دنيا الله ما حقها عبد دعا نفسه فعاتبها * يعلم أن البصير رامقها ما رغب النفس في الحياة ؟ وإن * تحيا قليلا فالموت لاحقها يوشك من فر من منيته * يوما على غرة يوافقها إن لم تمت غبطة تمت هرما * للموت كأس والمرء ذائقها قال : ثم انصرف إلى رحله ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى ظعن في جنازته [1] ، فأتاني الخبر فانصرفت إليه فوجدته منعوشا قد سجى عليه ، فدنوت منه فشهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السقف ورفع صوته وقال : لبيكما لبيكما ، ها أنا ذا لديكما ، لا ذو مال فيفديني ولا ذو أهل فتحميني . ثم أغمي عليه إذ شهق شهقة ، فقلت قد هلك الرجل .
[1] كذا في تاريخ ابن عساكر 3 / 125 . وكان الأصل : طعن في حيارته . وهو تحريف .
132
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 132