نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 131
وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الكلبي ، قال : بينا أمية راقد ومعه ابنتان له إذ فزعت إحداهما فصاحت عليه ، فقال لها : ما شأنك ؟ قالت رأيت نسرين كشطا سقف البيت فنزل أحدهما إليك فشق بطنك ، والآخر واقف على ظهر البيت ، فناداه فقال : أوعى ؟ قال : نعم . قال : أزكا ؟ قال : لا . فقال : ذاك خير أريد بأبيكما فلم يفعله . وقد روى من وجه آخر بسياق آخر ، فقال إسحاق بن بشر ، عن محمد بن إسحاق : عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وعثمان بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن سعيد ابن المسيب ، قال : قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة [1] ، وكانت ذات لب وعقل وجمال ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بها معجبا . فقال لها ذات يوم : يا فارعة ، هل تحفظين من شعر أخيك شيئا ؟ فقالت : نعم ، وأعجب من ذلك ما قد رأيت . قالت : كان أخي في سفر ، فلما انصرف بدأني فدخل على فرقد على سريري وأنا أحلق أديما في يدي ، إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين ، فوقع على الكوة أحدهما ودخل الآخر فوقع عليه ، فشق الواقع عليه ما بين قصه [2] إلى عانته ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه ، فقال له الطائر الآخر : أوعى ؟ قال : وعى . قال : أزكا ؟ قال : أبى . ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين . ثم ذهبا . فلما رأيت ذلك دنوت منه فحركته ، فقلت هل تجد شيئا ؟ قال : لا إلا توهينا في جسدي . وقد كنت ارتعبت مما رأيت ، فقال : ما لي أراك مرتاعة ؟ قالت : فأخبرته
[1] الأرجح أنه بعد فتح الطائف ، كما في أسد الغابة والإصابة والاستيعاب . لان أمية كان يقيم بالطائف . [2] القص : الصدر
131
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 131