نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 13
أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله . وانتقل في ولده وولد ولده . وقالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر . فباعوا أموالهم وخرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ، ففي ذلك قال عباس بن مرداس : وعك بن عدنان الذين تلعبوا [1] * بغسان حتى طردوا كل مطرد قال : فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزل الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مرا [2] ، ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان . ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، وفى ذلك أنزل الله هذه الآيات . وقد روى عن السدى قريب من هذا . وعن محمد بن إسحاق في روايته أن عمرو بن عامر كان كاهنا . وقال غيره : كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم ، وكأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي سلط على سدهم ففعلوا ما فعلوا والله أعلم . وقد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في التفسير . فصل : وليس جميع سبأ خرجوا من اليمن لما أصيبوا بسيل العرم ، بل أقام أكثرهم بها ، وذهب أهل مأرب الذين كان لهم السد فتفرقوا في البلاد ، وهو مقتضى الحديث المتقدم عن ابن عباس أن جميع قبائل سبأ لم يخرجوا من اليمن ، بل إنما تشاءم ومنهم أربعة وبقى
[1] في أصول الأحساب للجواني ص 111 : تلقبوا [2] هو الذي يعرف بمر الظهران ، على مرحلة من مكة .
13
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 13