responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 119


ثم روى من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، حدثني فروة بن سعيد بن عفيف بن معدى كرب ، عن أبيه ، عن جده قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن ، فقالوا يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس . قال : وكيف ذاك ؟ قالوا : أقبلنا نريدك ، حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر على الماء ، فتفرقنا إلى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظل شجرة ، فبينا نحن بآخر رمق إذا راكب يوضع على بعير ، فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع :
ولما رأت أن الشريعة همها * وأن البياض من فرائصها دامي [1] تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامي [2] فقال الراكب : ومن يقول هذا الشعر ؟ وقد رأى ما بنا من الجهد قال : قلنا :
امرؤ القيس بن حجر . قال والله ما كذب ، هذا ضارج عندكم . فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء نحو من خمسين ذراعا ، فحبونا إليه على الركب ، فإذا هو كما قال امرؤ القيس عليه العرمض يفئ عليه الظل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا خامل في الآخرة ، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار " [3] .
وذكر الكلبي : أن امرأ القيس أقبل براياته يريد قتال بنى أسد حين قتلوا أباه ، فمر بتبالة وبها ذو الخلصة ، وهو صنم ، وكانت العرب تستقسم عنده ، فاستقسم



[1] الشريعة : مشرعة الماء . والفرائص : جمع فريصة . وهما فريصتان ترتعدان عند الخوف .
[2] ضارج : موضع ببلاد عبس . والعرمض : الطحلب . يريد أن الحمر لما أرادت شريعة الماء خافت على أنفسها من الرماة وأن تدمى فرائصها من سهامهم عدلت إلى ضارج لعدم الرماة على العين التي فيه ، انظر اللسان 3 / 139
[3] وردت هذه القصة في الشعر والشعراء 1 / 58 ، 59 ، 74 ، 75 . وهي كذلك في اللسان وعيون الاخبار 1 / 143 ، 144 ، والأغاني 7 / 123

119

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست